بقلم: الأستاذ الدكتور أحمد حمد حميدي النعيمي
تُنشر هذه المقالة بثلاث لغات في وقت واحد: العربية، والإنجليزية، والصينية
يعلم الجميع بأنّ أغلب أعضاء حكومة بنيامين نتنياهو من الجهلاء، أو المساجين السابقين، أو مِن اللاهوتيين المعزولين عن الواقع، أو مِن الأشخاص الذين أصابوا حظاً قليلاً مِن الثقافة ومِن التعليم، ولا بأس في ذلك، فهذا حال كثير مِن الوزراء في كثير مِن دول العالم؛ ذلك أنّ ما يأتي بالوزير إلى موقعه -في الأغلب الأعم- اعتبارات جغرافية، وحزبية، وانتماءات مناطقية وقبلية ومذهبية ودينية، لكن المدهش والعجيب في الآن نفسه أنْ يخرج علينا أكاديمي ومؤرخ اسرائيلي مثل الدكتور يوفال نوح هراري ليتحدث عن ضرورة استخدام السلاح النووي إذا كانت هزيمة إسرائيل حتمية، بعد أنّ سبقه إلى حديث كهذا وزير التراث الإسرائيلي.
وإنني لأعجب كل العجب كيف يمكن أنْ يكون الإنسان عالماً ويدلي برأي سخيف وتافه كهذا، ألستَ صاحب كتاب "21 درساً للقرن الواحد والعشرين" يا دكتور هراري؟ ألست صاحب كتاب "العاقل: تاريخ مختصر للجنس البشري"، وهو واحد مِن أهم الكتب في هذا القرن؟ فكيف تكون صاحب "العاقل" وتفقد عقلك ذات مباغتة؟ ولعلمك، لقد اهتم المثقفون العرب بكتابك "العاقل" أكثر مِن غيرهم، بل إنّ شهرة كتابك الذي لا يمكن لعاقل إنكار قيمته العلمية والمعرفية بدأت مِن مثقفين عرب، فترجموه إلى العربية، وروجوا له ونشروه على أوسع نطاق، والآن تريد استخدام السلاح النووي ضدهم؟.